الأحد، 11 ديسمبر 2011

اضواء على نشاة قلعة السراغنة

لا تسعفنا المصادر التاريخية السابقة على القرن 16 في التوصل الى تاريخ تاسيس القلعة
لدالك فالرايان اللدين سنعرضهما في هده الورقة هما مجرد اجتهادين تختلف درجة مصداقيتها حسب المعطيات التي ينطلقان منها
اما الراي الاول فيعتبر القلعة من تاسيس السلطان العلوي المولى اسماعيل في نهاية القرن 17 م و بداية القرن 18 م في اطار سياسته القائمة على بناء مجموعة من القلاع و القصبات لمراقبة القبائل الجبلية و متابعة تحركاتها بهدف منعها من النزول الى السهول
و عليه فان بناء القلعة يندرج في هدا الاطار و يرتبط بهده الفترة التاريخية
و في هدا الصدد يقول J.PEGHRIER ;_ يرجع تاريخ القلعة الى عهد المولى اسماعيل 1672-1727 و يدعم رايه بما تبقى من صور القلعة الراشية التي يعتبيرها النواة الاولى للمدينة .
اما الراي الثاني فيرجع تاسيس القلعة الى زمن اقدم من دالك و بالضبط الى العهد المرابطي .
و في هدا الصدد يقول الاستاد شوقي الحسن ان القلعة بناء مرابطي قديم لاغراض امنية اساسا و عسكرية ..... اضيفت اليها بنايات اخرى ايضا عسكرية و كذا ترميمات خاصة في العهد الاسماعيلي و الى القرن التاسع عشر .
و يعتمد هدا الراي على كون المدينة كانت موجودة ومعروفة باسماء كلها بربرية مثل )كاينو ) و )لكرار) وان تاسيسها من طرف المرابطين كان لحراسة الطريق بين فاس و مراكش و لتعمير البلاد و محاربة بدعة بورغواطة .
و مهما يكن من امر فان الدليل المكتوي يشير الى وجود القلعة اواخر القرن 16 م ايام حكم الدولة السعدية تحت اسم قلعة لكرار .
الشيء الذي يرجح ان يكون تاسيسها سابقا لحكم المولى اسماعيل و حتى بحكم السعديين .
و اذا اخذنا بعين الاعتبار عناية الموحدين بالمنطقة المتمثلة في حفر ساقية اليعقوبية التي تخترق ممر واد كاينو الاستراتيجي الى الجنوب من قلعة لكرار لتنقل المياه المجلوبة من الواد الاخضر الى مدينة صافي الواقعة بوسط سهل البحيرة .لرجحنا الراي القائل بان تاسيس القلعة يبقى سابقا على العهد الاسماعيلي و حتى على العهد السعدي و من الادلة المكتوبة التي تشير الى وجود القلعة في القرن 16 م هناك نصان على قدر كبير من الاهمية.
اما النص الاول فهو المورخ المغربي الفشتالي -المتوفى سنة 1621 ) فيرجع تاريخه الى سنة 1588 م حيث يقول : فاقام )احمد المنصور السعدي ) هناك ) مدنة مراكش ) نصف شهر ; و نحوه فارتحل و عاج على واد السد و تثاقل في الطريق ليقضي وطرا من الصيد ;ولما نزل بساحة قلعة لكرار و تلوم بها اياما وافته البشارة بما سني الله عنده بتيطاون و الفتح و الاستيلاء على المشركين اهل سبتة ),
فقلعة لكرار اذن كان يقصدها ملوك الدولة السعدية وعلى راسهم احمد منصور للراحة و ممارسة الصيد .و بما ان النص لم يشر الى بنائها خلال هذه الفترة فالاحتمال الاقرب الى الصواب انها كانت موجودة قبل وصول السعديين الى الحكم .
اما النص الثاني فتمت كتابته 8 سنوات بعد دالك من طرف مؤرخ برتغالي مجهول و ذالك سنة 1956 م يقول هذا الرحالة البرتغالي : على بعد عشر مراحل من مراكش من جهة الشرق توجد مدينة صغيرة تسمى لكرار  حيث يمتلك ملوك البربر كثيرا من الخيل .
كما ان قواد مراكش يتوفرون في هذه المنطقة على قطع ارضية لانتاج القمح و يخترق وسط هذه المدينة نهر باطني محفور باليد يسمى الجديدة التي تجلب الكثير من ماء واد تساوت .
ويقال انه اثناء فتح اسبانيا قام الملك بحفر هذه الساقية باستعمال الاسرى المسيحيين وعدهم باطلاق سراحهم فور الانتهاء من حفر الساقية .


11:16 م
الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

امرأة من نار //2//


par Ahmed Haida
اخترقت السيارة شوارع المدينة النائمة في اتجاه المجهول ...كان السائق المخمور كتير الكلام لكن روزا لم تك تسمع من كلماته شيئا .كانت ملتصقة كلية بماضيها في هدا المكان...ضحكاتها الطفولية تندفع لتحتل واجهة شاشة ماكان...بالونات بألوان مختلفة ترتفع أمام عينيها ومذاق الشوكولاتة الحلو ينساب عبر لعاب سال على شفتيها ...روزا تتحسر كتيرا من الزمان الدي شاء لها أن تكبر وتكره قدرها الدي شاء لها أن تكون امرأة...تدكرت صديقاتها وغيرتهن الزائدة من جمالها الأخاد...افتر فمها عن بسمة حزينة وهي تمعن في الذي جناه عليها هذا الجمال...بل الدي جنته على نفسها عندما استباحت جسدها الغض لأول ريح عشق جامح لاعب وجنتيها..تدكرت أنها تحمل في بطنها حياة جديدة...هل ستجني على مولود آخر كما جنت عليها أمها...كان طريق االمستقبل يرتسم اسودا امام عينيها... فكرت للحظات في الموت لكنها كانت أضعف من أن تجرؤ على فتح باب االسيارة وإنهاء الحكاية ...استسلمت لضعفها فبكت في صمت ...
عبر مدياع السيارة كان صوت رخيم يغني أغنية حزينة يتبرأ فيها من ايامه التي تمضي متشابهة متمنيا لو أنه عاش حياة غير هكدا حياة...كان السائق المخمور يردد كلمات الأغنية بتأتر شديد و ولأول مرة انتبهت روزا انه رجل أصلع في عقده الرابع تقريبا...روزا أيضا تتمني لو كانت حياتها غير هده .تساءلت في قرارة نفسها عن الدي يكتوي الرجل الاصلع الأربعيني والدي يجعله غير راض عن أيامه.... ربما يحمل وجعا أكبر مما اكتوى به جسدها الصغير ...بقيت تتابع حركاته المختلة باهتمام طفولي ..لاحظ السائق بحسه الدي لا يخيب ابدا أن المرأة الصغيرة التي القي بها الليل في طريقه خرجت عن شرودها وركبت قارب الفضول فافتعل حواراتافها "لم تعجبك الموسيقي؟ هل اغير الشريط؟؟؟ بإشارة برأسها افهمته أنه ليس للأمر داع.أشعل سيجارة وأعطاها إياها لكنها أخبرته انها لاتدخن ولم يسبق لها أن قامت بدلك إطلاقا .جمع دخان سيجارته في صدره تم نفته في وجهها وقهقه قائلا حتى أنا لا أدخن ...أحست روزا بالرعب لكنها تمالكت نفسها عندما ايقنت أن هدا المتصابي المخمور أوهن من أن يؤديها....كان صوت المغني يشدو أن العمر يسير في اتجاه نقطة الانتهاء....السائق المثأتر بكلمات الأغنية يرددها تانية وثالتةوفي الرابعة يمد يده لزجاجة خمر يرشف منها رشفة واحدة تم يمدها في اتجاه امراة الليل لكنها تومئ له أنها لاتحتسي الحميا أيضا يضحك بملء فيه ..يتطاير مافي فمه على وجه روزا...مداقه يختلف كتيرا عن مداق الشوكولاته ...يتوقف السائق ويستبيح لنفسه لحظات ضحك هستيرية لاتعرف روزا لها سببا وكلما حاول الكلام انغمس في موجة ضحك جديدة ....أخيرا وبعد محاولات كتيرة استطاع ان يقول سؤالا مفهوم المعنى ....كان تهكما أكتر من ان يكون تساؤلا ..احست روزا ببعض المهانة ان يسائلها هدا الأصلع المنتفخ هل أخطأت طريقها للمسجد وإن كانت خرجت من بيتها لتصلي الفجر مع الجماعة ...لكنها أدركت أن الموقف يحتاج حكمة لا كرامة في هدا الفضاء الخلاء فبكت .شعر الرجل بغضب شديد وسب قدره الدي ألقاها في طريقه فاعتدرت منه وشرعت تحكي له قصتها مع ابن الجيران ...كان مستمعاجيدايصغي إليها وهو يرشف دخان سيجارته ويطفئ نارها بجرعات خمر ....كانت روزا تبكي اكتر مما كانت تتكلم وكان الرجل يقاطعها أحيانا ليخبرها أن مأساتها مجرد امر تافه لا ينبغي ان يكون نقطة الابتداء والانتهاء ..احست ببعض الأمان فتركته يمسح الدمع من عينيها ...ولم تمانع ان تتم البكاء على صدره رغم رائحته المنفرة وعندما قبل شقتيها فقدت الإحساس بالمكان والزمان وارتمت بين دراعيه جتة بلاروح جسدا بلا شعور عيونا بلامقل
احس الرجل بخطورة الموقف فصار يقلب وجهها يمينا ويسارا ويناديها يأسماء لا يجمعها سوى انها لبنات حواء ...أفرغ بقية الزجاجة على وجههالكنها لم تسترجع وعيها أحضر قنينة ماء لكن بدون جدوي ....حتى مفاتيح السيارة لم تكف لتعود المرأة للحياة هل ماتت ؟هل كان قدره الليلةأن يعيش لحظات العمر الأخيرة في حياة امرأة جميلة كأن الجمال خلق لها ؟هل يتخلي عنها في هدا الفضاءالموحش؟ وهل سيرتاح له جفن إن هو تركها بهدا المكان تنهش جسدها الريان الكلاب الضالةكما الجيف؟الرجل المتمول يستعيد ارتباطه بالواقع ويقرر أنه ليس من المروءة في شيء ان يتخل عن امرأةاستعارت منه اختيار الانفصام عن الواقع المعيش...آمن حقا أنها سترجع للحياةتماما كما يرجع هو بعد كل ليلة مجون...مجرد تبادل للأدوار كأنها لعبة الكراسي المشدودة ...أخيرا يسترجع بسمته ,ينفت دخان سيحارته ...لم يجدما يطفئ به النار المشتعلة في صدره ...أدار محرك مركبته وألقى نظرة على الجسد الجاثي بجانبه وانطلق يردد مع المغني يوم يشبه يوم...حياتي هادي
10:32 ص
الاثنين، 28 نوفمبر 2011

غريب مع الطبيعة

بقلم 
najib.zaki
اسدل الليل ستاره و النجوم تراءت بارزة في الافق و العلا, و انا وحدي في البراري, وريح الصبا تنساب في رفق لتداعب السنابل في صمت رهيب,  صمت يبعث في النفس خوفا من المجهول  و يزرع فيها رغبة بالبكاء على الماضي الدي لم يبق منه الا دكريات منحوثة في الداكرة,  و خرير مياه تجاوبت له اغصان الاشجار المتمايلة في انفة و كبرياء غير ابهة بمرور هدا الزمان السرمدي الدي لا يدوم 
و للندى و التراب رائحة توحي لك بالموت و الخلود و الظلام و الضياء, و العيش على جزيرة لم تطاها قدم ادمي, و ترسم في مخيلتك حياة مع الريح و المطر. 
هكدا تبكيني الطبيعة كلما حل الليل و جاء, و هكدا تتراءى الاشياء خوف وامان,  عزة و هوان لمن رمته الاقدار وراء بحور بلا امواج الا مسافات الزرقة الهادئة تبدا بالتباين مع انسلاخ الليل, ليل له فجرغير فجر الاماني, و شمس يوم ستطل فقط لتغرب غير شمس انتظرنها طويلا .
1:04 م
الأحد، 20 نوفمبر 2011

البرنامج النووي الإنتخابي


الجيلالي الزيراوي
مدريد


إشتد النفاق و ضاق بنا الزقاق٬ وإلتفت الساق بالساق، وأصبح اللقلاق براق ٬فبات الأمر لايُطاق ٬وإختلطتِ
الأوراق٬فحَلَّ إستحقاق مر المذاق٬ قاطعه رفاق وطبَّلت له جل الأبواق٠أصحاب البطون٬ محبوالأطباق٠فلا
لوم عليهم لكل فن عُشَّاق٠
على إيقاع هذه الكلمات المسجوعة٬ بدأت الحملات الإنتخابية تدوي كالرعد في كل مكان من المغرب٠
حملات إنتخابية قالو إنها فريدة من نوعها٬ مزينة بكل المساحيق والذهون ومعطرة بأغلى ماركات العطر وقال قائل إن هذا العطر هو من نوعي نزاهة وشفافية المشهورتين عالميا٠ومع هذه الحملات بدأت ثلوج
البر والإحسان تذوب في كل مكان٬ ومرشحون يقتربون من الناخبيين واعديين باصلاح و تعبيد الطرق و بناء القناطرالتي تخدم مصالحنا و تربط بين مداشرنا في حين نبقى نحن الناخبون القنطرة الأساسية التي تخدم مصلحتهم.
وهناك من المرشحين " العايقين " من تكلم على محاربة الرشوة و الفساد و المفسدين و منهم من ذهب أبعد من ذلك . و بشر باصلاح شامل و جدري لمنظومتي التعليم و الصحة ، بل منهم من نقل حرفيا عبارات من برامج أحزاب أوروبية من قبيل طبيب لكل ألف نسمة ، إن هذا احتقار للمواطن المغربي و اعتباره سادجا يصدق هِذه الأوهام بكل سهولة وتصفعه بهذا الكذب النووي دون أن يحتج. فكفى أيها السياسيون من " التقنبيل " .
من نصدق ؟ طبيب لكل ألف نسمة ، أم ألف عقرب لكل نسمة في جهتي السراغنة و الرحامنة .
لم ينتبهم شعور بالحياء حينما يظهرون على شاشات التلفاز يقدمون نفس البرامج مند اربعة عقود يكذبون بطريقة تتبنى منهجية تفادي الإفتضاح .
بالله عليكم أيها السياسيون كم مرة كدبتم علبنا ووعدتمونا بإصلاح قطاعي الصحة و التعليم بالمغرب ، و تمر الإنتخابات و تصل بكم سفنكم إلى البرلمان " بر الأمان " و تستفيدوا و تنعموا فيه حتى إشعار آخر .
و نحن المواطنون الظرفاء نغوصوا في وحلنا حتى الركب .الوحل يحيط بنا من كل الجوانب و يلطخ كل القطاعات ؛قطاع التعليم تدنى و أصبح في مؤخرة التدريب العالمي .مدارس قروية لا تتوفر على مراحيض ؛المعلمات يقضيين حاجاتهن في العراء .و المدارس الحظرية تتوفر على مراحيض لكن للاسف غير صالحة للإستعمال البشري اما على المستوى الصحي فلا يبدوا لي صحيا أن أتحدت عن منظومة صحية في المغرب .الرشوة سيدة الموقف. معوزون ينتظرون الموت؛ وعمليات جراحية تجري بتحديد ثمن معين داخل مستشفى عمومي أليس هذا بعيب و عار أيها السياسيون .و أخيرا أختم كلامي بان الذين يبعون أصواتهم من الناخبين ولا يجدون حرجا في التصريح بفعلتهم أمام الملأ ؛ أعتبرهم إستفادوا من الديمقراطية بطريقتهم الخاصة .هنا تختلط الأمور و يصبح الإ نسان الذي يمنح صوته مقابل دريهمات طبلا .في المقابل يصبح الطبل أحسن من الإنسان لأنه لا يصدر أصواته إلا بالضرب و القرع .
5:43 م
الخميس، 17 نوفمبر 2011

امرأة من نار



par Ahmed Haida, jeudi 17 novembre 2011

سأسميها روزا احتفاءا باللون الزهري الدي رأيتها ترتديه آخرة مرة...لم يكن توبا يستر جسدهابل بالكاد يخفي عورتها ...اتكأت على حائط مقهي شعبي ,أسنانها تصطك من شدة البرد وشعرها الأبيض تكلله قطرات مطر جادت بها سماء داك الصباح...كانت روزا تدخن سيجارة من النوع الرديءوهي تحملق في السماء الملبدة بالغيوم...تسترجع دكريات الليل الحزينة ...تنفت بعصبية دخانا التأم في صدرها,تضحك بملء شدقيها تم تلعن الدنيا ومن يتق بها,لاتبال بنظرات الفضول التي تكاد تجردها مما بقي عليها من

أسمال...لكنها تفر هاربة أول ما تبصر جماعة من الصبية تتجه نحوها...تسبهم ,ترميهم بالحجارة لكنهم دوما ينتصرون عليها فتولي الأدبار وتنسحب من الميدان.ا .

روزا كانت يوما طفلة جميلة بشعر أشقر ,كانت تحب الشوكولاتة وبالونات الهواء...وكانت ظفائرها تمتد لتتجاوز الخاصرة ...كانت طفلة مدللة فهي وحيدة أمها ...أبوها مات قبل أن تصبح بداكرةتستطيع حفظ صور الأشخاص والأشياء...على الأقل هكدا قيل لها فأخدت على نفسها عهدا أن تبكيه كل عيد...ربما يحن لحالها مرة فيـأتي لزيارتها ولو في المنام ...الموتى لايزورون إلا من خلال الأحلام ..هكدا علمتها الجدة وهكدا تروي كل الأحجيات...حين اشتد عودها أصبحت تبحت في وجوه كل الناس عن وجه أبيها...كل من طبع على خدها الصغير قبلةحنان تقول هو دا أبي...لكنها تستيقظ من أحلامها مصدومة بعد ان تكتشف يدا امتدت تتحسس جسدا لم يكتمل نموه بعد...ترمي ما باليد من شوكولاتة....تبكي وتهرول إلى حضن والدتها ...تبكي هي الاخرى تم تمسح دموع الصغيرة وتخبرها أنه قدر الفقراء...مااجنمعت يوما عزة النفس والكرامة في الفقير المعدم من الرجال فبالأحرى في امرأةتتعيش مما تجود به عليها ربات البيوت بعد أن تكد في خدمتهن.

روزا تغيرت حالها بعد أن تفتح صدرها عن كوزي رمان وانتفخت خاصرتهاواستمعت لكلام شاعري نبست به شفتا ابن الجيران في قلب أدنيها...أخبرها انها ملاك في صورة امرأة...وأن الليل ينهل سواده من سمرة حاجبيها وأن الضياء تجمل من لون شعرها الأشقر وأنه داك العام بالدات لم يجن الناس تفاحا لأن التفاح التأم في خديها وأن جميع كراسات مدرسته تعرف أنه متيم بها...ماعاد ينطبق له جفن مند اكتوت جوارحة بنار عشقها...طالبها أن تسائل عنه الليل فهو يعلم سره المكنون وأن تسمع دقات قلبه فهو العاشق المجنون وأن تنظر في عينيه لتعرف اي الناس يكون...وحين دن من عينيه كانت عيناها مغلقتان لاتستطيع رفع جفنيهما وكانت شفتاها تمتدان لتلتحما بشفتيه وكانت قطرات دم تسيل على فخديها وكانت دموع عاصفة تنهمر من مقلتيها...عبتا حاول ابن الجيران أن يهدأ من روعها...لم تعد كلمات الغزل تحمل دات المعنى الدي حملته قبلا...أدرك أن الموقف يحتاج حكمة أكترفحمل يدها

إلى فمه تم شابك أصابع يديهما معاهدا إياها أن يظل حبيبا إلى الأبد, وفيا إلى الأبد,وأن تظل امرأته إلى الأبد

مالم تكن تعرفه روزا هو أن هدا الأبد قريب جدا ...لقدأتى قبل أوانه كانه على عجل من أمره...ابن الجيران لم يعد يكتب فيها شعرا ...لم يعد يعترض طريقها ...ولم يعد يبال بحركاتها الرشيقة...بل وحتى لما أخبرته عن انقطاع العادة الشهرية عنها لم يعتبر أن الموضوع يعنيه في شيء...لم تستطع أن تخبر والدتها فالمصيبة اكبر من أن يتحملها داك الجسد النحيف المحفوربسياط الحرمان...انتظرت حلول الظلام...لم يكن ابن الجيران ساهرا يرقب غرفتها تسللت إلى خارج البيت ...ألقت نظرة أخيرة على نافدة غرفته الموصدة وأخرى على المدينة النائمة ورحلت تبكي...تردد في قرارة نفسها كلمات والدتها أن الفقر والكرامة وعزة النفس لا يجتمعون أبدا

رحلت روزا ليلا في اتجاه المجهول بعد أن رفضتها المدينة واغتصبت بسمتها الطفولية الجميلة...رحلت خوفا من الخزي والعاربعد أن أيقنت أنهالم تعدتلك الصبية الصغيرة الوديعة... تحمل في داكرتها صورا لليلة قضتها في غرفة ابن الجيران...وفي الأحشاء تمرة لداك الاشتهاء الممنوع....ارتمت في حضن أول سيارة توقفت عند قدميها حتى قبل أن يكلمها سائقهاواختفت كما الأشباح خائفة من خيوط ضوء يوم لا تعلم مادا يحمل لهامعه...لكنها موقنة أنها تطوي صفحة من كتاب حياتها لتبدأ أخرى
11:44 م
الجمعة، 4 نوفمبر 2011

يعز علي....لكن ستمضي فينا الأقدار كما تشاء


 بقلم ahmed haid 

يعز علي أن أكتب أني رجل بلاحلم...تاريخ بلا داكرة وعلم بلاوطن...يعز علي أن أبوح أني حين تنام صغار الطيور ويهدأ صفير القطارات وينحني الكون لرب الكون ساجدا خاضعا مستسلما.,أتوق للبحت عن معنى للوجود...عن سر انبلاج الفجر من رحم الظلام ..عن نبع الدمعة الأولى ...عن مهجة الفرح ,وعن معناي أنا الضائع حتى أخمص قدمي في براثن السؤال: ترى مادا يوجد بعد هده الهضاب التي تبدو مملة في مرأى العين؟؟؟.ترى مادا يحمل غد بعيد لفراخ انتعشت اليوم بوجبة شهية وقطرة ماء سالت من نبع جبلي قديم؟ ترى مادا تحمل لنا الأقداربعد أفول شمس هدا المغيب؟؟؟ أيبقى العمر دكرى أم يتدكر العمر بعضا مما لاقينا ويمن علينا في الوقت الميت بلحظة صفاء؟؟؟؟

لاتحزن عزيزي ...ستمضي فينا دوما إرادة الأقدار كما تشاء...لاتسأل عن الدي مضى وانتهى .داك داق منه العمر ما شاء واكتفى ...ولا يكن في صدرك حرج من الاعتراف أنك في داك المساء الكئيب,أخطأت حين أقررت لعابر سبيل بالدي اكتوى جوانحك وأداب صلب العظام....كان عابرا لسبيل مضى إلى غاياته .وبقيت هنا تأكل تلابيب توبك. تعض على سبابتك وماجنت,كن كالشمس في علياء السماء واضحة للعيان لاتخشى تبرجهاولاتتغلف بتعفف مزعوم تسترضي العطشى والهالكين...أبدا لا تنحني الشمس لغير رب السماء الدي قضي بأنها والقمر يسجدان...أحمل عيوبك على كتفيك وافترض ولو جدلا أن عابر السبيل باح بسرك المخفي وأن الظلام فضح جرائم الليلة الأولى...أبدا لن ينته هنا المسير...وأبدا لن تنته آتامك عند هدا البوح الخطير

داك كان ماض سيكتب عنه الزمان فلا تلتفت إليه كتيرا ...عش اليوم الدي أنت فيه كفارس لاحت له ساح الوغى فمازاده داك إلا إصرارا على الدود عن الحمى ...أمتشق سيفك وامض حتى إدا مالم تجد عدوا تصارعه في داك المكان . صارع نفسك فإنها عدوك الأول ...أقتل فيها تقلبها في الأمكنة والأزمنة واسترضاءها الشهوات...أقتل فيها خضوعها المقيت لنزواتها وحبها اللامنتهي للحياة...حتى إدا أتقلتها بالجراح رد السيف إلى غمده واسقهاقطرة ماء فالحلم من صفات الفرسان...لاتجعل حاضرك حربا لاغير,لن تجد ماتحكيه ليلا للعوانس اللائي لايعشقن هكدا فتوحات...تدتر بشعرك الليلي وعينيك العربيتين لتكون فارسا لأحلام الصبايا...خد من الشعراء أحاسيسهم الرقيقة وفصاحة اللفظ لتكون عنترة هدا الزمان...وزع البسمات يمينا وشمالا ,شمالا ويمينا, وحين تدنو الشمس من الأفول, اختف مع أول شعاع يغيب ستبقى دكراك الأحلى ماتناسلت الأحجيات وما توالى الليل والنهار..

لاتشغل البال عزيزي كتيرا بقراءة فنجان حياتك لن تعلم أبدا ماسيكون في غد الزمان...لم يك لزاما عليك أن تفعل دلك أبدا ...الغد لرب السماء لا يعلمه إلا هو فلا تدع حبات العقد تنفرط حزنتا على الدي سيأتي ...دما أو بلون الضياء ,داك لايهم الآن. ستمضي فينا الأقدار كما تشاء ,ستمضي فينا إرادة الله العظمى كما تشاء...فلاتحمل العمر وجعا لا منتهيا...جرحا نازفا ....العمر وقت سيمضي مهما كان الحال .....سيصبح ماض بعد أن كان في علم الغيب ,تم أصبح واقعا معيشا...حلوا أو بمرارة العلقم, زمان يمضي وكفي, هكدا سيرة القرون الأولى...

يعز علي أن أفتح قلبي لتقرأ ما تخبأ وراءالتنهدات والآهات...يعز علي أن أحمل جرحي في يدي وأهديك إياه تسبر غوره تكتشف كم حملت من ظلم قديم وكم اغتيلت في حناياه الأمنيات ...لكنني رجل بلاحلم, داكرةللاتاريخ ,وعلم لللاوطن...مادا تقول للقبرات إدا ماهي اغتيلت أغنياتها...ومادا تقول للعنادل إدا تسيد نعيق البوم واسع الفضاء؟؟؟ يعز علي أن يكتب أني عشت في هدا المكان الغريب البنى...وةيعز علي أن يدكر أني من زمن غريب شاد... يعز علي لكن ستمضي فينا الأقدار كما تشاء.
6:34 م
الاثنين، 3 أكتوبر 2011
https://www.facebook.com/groups/kalaalyoum/
رابط قلعة السراغنة اليوم على الفيس بوك
زورونا لا تبخلو علينا بارائكم و تشجيعاتكم و كدا انتقاداتكم
الف مرحبا بكم
1:13 م

من مذكرات تلميذ كسول

كتبهاهشام منصوري 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسرعة فهمت أن لا علاقة لي بذاك الفتى الذي قرأنا عنه في الفصل: الفتى المهذب الذي يستيقظ باكرا، و يغسل وجهه و أسنانه ثم يغادر إلى المدرسة بعد أن يتناول وجبة فطوره المتوازنة. فغالبا ما تكون ليلتي مزيجا من الكوابيس و الأحلام البريئة اللذيذة. وما لم أكن أفهمه كيف أن لا أحد يوقظني حينما أتعرض للضرب أو المطاردة أثناء حلم مزعج، لكن ما إن أمسك بيد خديجة- الفتاة التي أكدت لي ألف مرة أنها لا تحبني لكبر رأسي – حتى تهم أكثر من يد إلى إيقاظي إيذانا بوصول وقت المدرسة. أستيقظ و فراشي مبلل بسبب أمطار لا علاقة لها بالسماء، حينما أفعلها أحاول طمس الحادث و ذلك بقلب الفراش.
أمي المسكينة لم تكن تعاقبني. كانت تأخذ الفراش إلى الشمس، وتضع ملابسي داخل رغوة الصابون. كانت تشرح لي أنني لا أزال صغيرا، و أن خالي الأكبر كان يتبول في فراشه حتى الباكالوريا، 
ومع ذلك أصبح مهندس دولة في الأرصاد الجوية. كانت هذه الجملة تضحكني، لأنها تجعلني أفكر في حجم الأشياء التي يفعلها معلمي في سرواله لما كان طفلا.
نهضت من فراشي، وبينما بدأت في تناول فطوري الكبير، المكون من كأسي شاي وخبز و زيت الزيتون، تذكرت أني لم أحفظ جدول الضرب، ومجرد هذا الاسم يوحي لي بالضرب بالعصا أكثر ما يوحي إلي بالرياضيات. خرجت باتجاه المدرسة، وكالعادة حينما لا أكون بمزاجي يكون نصيب أي قط ألتقيه هو الرجم بالحجارة. 
سأذهب لأدرس، لأصبح مثل خالي. كان يتبول في سرواله و أصبح مهندسا في الأرصاد الجوية. كان يفترض به أن يكون معلم سباحة. القدر أحيانا يكون مضحكا !!
كلما اقتربت من المدرسة ارتفع معدل نبض قلبي الصغير، تساءلت عن سر غياب معلم طيب، فلو كان كل معلمينا مثل جدي لكان التمدرس أمرا ممتعا و رائعا. لما تيقنت أنه أمر مستحيل دعوت الله أن يقتل المعلم أو أن يضرب زلزال مدرستنا، في يوم من أيام الآحاد طبعا.
في الطريق التقيت خديجة، لا أنكر أن خوفي زال قليلا. قبل أن أحدثها، سألتني: هل حفظت جدول الضرب والقرآن هذه المرة؟؟ يا إلهي، القران أيضا. "القارعة ما القارعة و ما أدراك مالقارعة". هذا كل ما أحفظه. أتذكر أيضا كلمة "المنفوش" لكن متى و أين سأضيفها. يا ورطتي !! لم أعد أشك أن هذا اليوم سيكون يومي بامتياز.
ولجنا القاعة ثم دخل المعلم فعم صمت رهيب. لم تعد لي رغبة في لعب دور المهرج و الإضحاك فقد بدا لي المعلم مخيفا كالشبح. إرتدى وزرته البيضاء ثم أخذ يمر بين الصفوف. رائحة عطره وصوت حذائه يزيدان من رعبه. فجأة أتى الحارس طالبا المعلم فذهب إليه وتحدثا معا أمام الباب. رأيته وهو يضحك ويربت على كتف الحارس. مؤشر جيد، لا شك أن مزاجه جيد هذا اليوم. لكن ما إن تودعا حتى دخل بنظرات تشتعل فيها النيران.
ـ هل أنجزتم واجباتكم؟؟ !!
أجبت مع الجميع بكلمة ليست بلا و لا بنعم: نلاعم !!!
كالعادة ابن الفقيه هو الذي يرفع إصبعه أولا و يقول " أنا نعام أست" كي يمر الأول، وكان له ما أراد، و ذاك ما أردت. بدأ يُجَودُ، فيما الجالسون في الصفوف الخلفية تكاد أوجههم تنفجر من الدم من شدة كتم الضحك. المعلم أعجبه تجويد عبد الصادق فأخذ يحضر بيضة مسلوقة و يحركها على صحن صغير به ملح و كمون. أما هو فقد أخذ يسترق النظر إلى يدي المعلم بعدما فهم أنها مكافأة له على ترتيله و حفظه. أخذت نبرة صوته تتغير و كثر اللعاب في فمه و أخذ يخطئ في الاستظهار، و عندما تعب من الإستدراك قال: صدق الله العظيم !! فضحك الجميع، حتى المعلم. 
أخذنا نمر إلى السبورة تباعا لاستظهار ما حفظناه. وفي كل مرة ينتهي فيها دور أحدهم، أنظر إلى المعلم بثقة و كأنني حفظت كل شيء و متشوق للاستظهار. لكن لعبتي الصغيرة لم تعمر طويلا فقد مر الوقت بسرعة وبقيت وحدي. لقد جاء دوري وسقط القناع. حاولت أن أتأخر في كل شيء، في مغادرتي للطاولة في مشيتي باتجاه المنصة، لكني وصلت. تمنيت فقط أن يحدث شيء ينقذني. اجتماع أطر المؤسسة مثلا. وقفت أمام السبورة و أخذت أنظر إلى الأرض وساقاي ترتجفان…:
" أعوذ بالله من الشيطان الرجيـــ…ـــــم. بسم الله الرحمان الرحيــــــ…ــــــــم، القااااارعة مالقاااارعة، وماااا أدرااااك ما القااااارعة.. ". عييت مانجبد، عييت مانكحب و نضيع فالوقت. حصلت !!! لم أعد أفكر في أي شيء آخر غير عدد الضربات التي سأتلقاها، وأملت أن لا يمسكني 
من أذناي ثانية، فهما كبيرتان بما فيه الكفاية.
مددت يداي الصغيرتان لعصا المعلم التي لا ترحم، وأخذت أنظر إلى التلاميذ بين مستهزئ مني ومشفق علي.

انتهت وجبة العقاب وعدت إلى طاولتي. أحسست بيداي وكأنهما تنبضان. لكني في المقابل أحسست بسعادة كبيرة، حينما تذكرت أنه آخر عقاب لهذا اليوم.
الآن بقي شيء واحد فقط يقض مضجعي و أحتاج رأيكم
: لا زلت مترددا ماذا أختار، مهندس طيران أم معلم سباحة؟؟؟.

 
1:00 م

رسائـلٌ قصيـرة لم تُرسََـل بعد

كتبهاهشام منصوري ، في 28 يناير 2009 الساعة: 15:54 م


busقصصي مع الحافلات لا تنتهي وحينما يكون السفر ليليا أو أنسى أخذ مفكرتي معي، أستنجد بهاتفي النقال لتسجيل الأحداث التي تلتقطها حواسي والأفكار التي تجود بها مخيلتي تجنباً لنسيانها. وفي خضم القفزات النوعية والعُلوية التي تعرفها وسائل النقل الوطنية والإندفاع الفكري الذي يسيطر على الإنسان في مثل هذه اللحظات، يحدث كثيراً أن أخطئ الأزرار فأرسل جزءا من فكرة غير مكتملة، على شكل رسالة قصيرة إلى أحد الأصدقاء في محل تهنئة العيد.
ليس من عادتي شراء تذاكر السفر من مكان آخر غير الشبابيك المخصصة لذلك، لكنني أشفقت هذه المرة لحال هؤلاء الذين يستقبلونني كل مرة مثل نجمِ متعجرف لا يأبه بالعدد الكبير من الصحفيين الذين جاؤوا ليأحذوا منه تصريحاً ولا للحشد الكبير من المعجبين الذين يلتفون حوله طلبا لمجرد أوتوغرافٍ حقير. وقفت، وياليتني مافعلت، فتهت وسط غابة من الأشخاص. ثلاثة يطرحون علي أسئلة غير مفهومة؛ رابع يجرني من يدي نحو حافلة الدار البيضاء التي “غاتزيد دابا”، فيما الخامس يهرب بحقيبتي الصغيرة ليريحني ربما من خفة وزنها، ويسير بها في اتجاه حافلة مراكش التي “لن أخلص فيها حتى أركب”. ولمَّا خِفت أن أجد نفسي في داكار أو نواكشوط، استجمعت قواي وقلت للجميع أني ذاهب بحول الله وقدرته إلى ورزازات؛ طبعا بعدما أخرجت بطاقة تعريفي الوطنية للتأكد جيدا بأنني لاأزال أنحدر من هناك. انسحب ثلاثة وبقي اثنان و بَقِيَتْ معهما المشكلة التي أبَتْ أن تغادر، إذ بدأ كل منهما بالصراخ في وجه الآخر:”أنا غانديه..آنا غانديه….واوالله لا ديتيه.. بلا ماطلع ليا القردة المعطي واولاه لاكان ليك..”. انْسَللت من بينهما بعدما استرجعت حقيبتي وتركتهما يتجادلان دون أن أعرف للأسف من منهما ربح التحدي وأخذني في النهاية.
أنا الآن داخل الحافلة التي يلقبونها ب “حْنِيقزَة”،  نسبة إلى الحذاء البلاستيكي ذي نوافذ التهوية، الأخضراللون، المغربي الجنسية، الإفريقي الكتابة والفرنسي اللغة، والذي يعرفه فقراء المغرب أكثر مما يعرفون وزراءهم المغاربة الأصل، الفرنسيو الجنسية وعديمو اللون والفائدة. لا أدري تحديداً سبب تسميةِ هذا الحذاء ـ الذي يحمل أسماء عديدة حسب المناطق ـ بهذا الإسم. أعتقد أن الأمر راجع ربما لخفة وزنه الذي يجعل لابسه “يحنقز” برشاقة في كل مكان مثل أي جحشٍ صغير. احتراماتي لكل من قفز به فرحاً ذات يوم، وأنا أول القافزين.
حاولَ مالِكُ هذه الحافلة مراراً التخلصَ من هذا الإسم المنحوس الذي يطارد حافلته وذلك عبر تغيير شكلها ولونها واسمها، لكنه فشل في تمويه الزبائن لأن ذاكرة الفقر قوية، ولأن هناك أشياء أخرى ـ غير تلك المواصفات الشكلية ـ تجعلك تتعرف عليها كما تتعرف عليها كما يمكن أن تتعرف على جورج بوش. هناك أولاً  “البورط باغاج” العُلوي الذي يغطى بشبكة تربط بالحبال، ثم الكراسي الضيقة المغلفة بالباش البرتقالي التي تجعلك تظن أنك أصبحت في لحظة أطول من مايكل جوردان. والأهم من كل هذا وذاك هناك سائقها العظيم، رجل في الستين يحب عملَه كثيرا فيتصرف داخل حافلته وكأنها بيته. يأمر بإقفال نافذة وفتح أخرى، وينصح النساء بتغطية الأطفال الصغار. أما إعطاء أوامرٍ من قبيل إطفاء السيجارة أو ارتداء الحذاء أو حتى الملابس فتكون مرافقةً بتوبيخ شفهي وأحيانا تستوجب إيقاف الحافلة والقدوم لمعاينة الحادث عن قرب مع إشعال الأنوار بغية التشهير بالجاني. الحديث بصوتٍ عال أمر ممنوع تجنبا لإزعاج جيران مفترضين يقطنون بالطابق السفلي، أما بعد الساعة العاشرة فالجميع يجب أن ينام بمن فيهم السائق.. من حيـــن لآخر.
في انتظار أن تسير الحافلة وأن أصل إلى مكاني،  يحدث زحام كبير في الممر وتتكرر قصص مملة فيما أدخنة المحرك نكاد تخنق الأنفاس. دون أن أشعُر وجدت نفسي أُردِّدُ مع أحدهم:” هاد الكِتاب الفُتوح ديالو جوج ديال الدراهم؛ جوج ديال الدراهم آلإخوان ماكاتعمر جيب ماتخوي جيب؛ جوج ديال الدراهم ثمن جريدة أو مجلة كاتقراها وكاترميها، أوهاد الكتاب حاشا واش كاترميه… ديه الميمة ديالك، ديرو فالبزطام ديالك، حافظ عليه فالمكان الطاهر..”. رجلٌ فصيح آخر كان ليتفوق على ساركوزي لو شارك في انتخابات الجمهورية. لا أعلم في أي معهد تلقى تقنيات التواصل لكني لاحظت أنه يُطبق جيدا القاعدة التي تقول بأن الخطاب الناجح يجب أن يكون مثل تنورة مراهقة؛ قصيرٌ جدًا كي يَجذب الإنتباه، وطويلٌ بما فيه الكفاية كي يغطي الأهمّ. كل أسفاري تتزامن مع المسكين زيارته لمستشفى المدينة بغرض عيادة أخيه، وفي كل مرة يفقد فيها حقيبة نقوده لكونه دائما يزور المدينة للمرة الأولى. هناك أيضا بائعة الأعشاب التي تعالج انتفاخات البطن والجيب، وتتحدى أزمات الربو والقلب وكل الأزمات الأخرى بما فيها الأزمة الإقتصادية العالمية. وأخيرا، سأقدم لكم المفضل عندي، بائع المجوهرات الذي يريدك ـ بعدما يلاحظ أنك تلبس واحدا ـ أن تشتري خاتما لحبيبتك التي لا تملكها. يا أخي لدي أكثر من خاتم نسائي فهل أجد عندك واحدة في الرحلة المقبلة؟؟ جاتك أمرضي الوالدين.. يجيبني ضاحكاً.
28 هو رقم مقعدي، غير أن نصف أرقام مقاعد الحافلة ممسوح، ولكي تجد مكانك يتوجب عليك عدَّ الكراسي من الأول وتَحَمُّل بعض النظرات “المخنزرة” التي تَرِدُكَ من الذين يرفضون أن تشير إليهم بسبباتك وكأنك بصدد عَدِّ رؤوس الماشية. أنا محظوظ كما ترون فرقمي بارز وكبير بحجم حذاء الشخص الذي يحتله. رجل نحيف ببذلة عسكرية وبين رجليه حقيبة الجيش. اقتربت منه فلاحظت أنه يغط في نوم عميق. خمَّنت أنه مُرْهق جدا بعد الأشهر الطويلة التي قضاها بعيداً عن أولاده وزوجته في حربٍ مع عدوٍّ يظهر لكي يختفي في الرمال. وبينما كنتُ أفكر إن كان من الأحسن أن أناديه بالسي محمد أم الشاف أو ربما الشريف، سمعتُ رجلا في الخلف يصرخُ في وجه آخر “واسي محمد راه ماكاين لا نمرة لا ستة حمص، واش هادا كار ديال النوامر”، وبدون تردد تخليت عن فكرة مقاطعة أولى أحلامه الهادئة، فجلست بهدوء كأي طفل صغير في المقعد الموجود مباشرة خلفَه. بعد بُرْهَة حطَّت يد ثقيلة على كتفي فيما صاحبها يطلب مني، دون أن ينبس بكلمة، أن أنظر إلى الرقم، فأجبته بنصف ابتسامة أن الترقيم غير معمول به في هذا المكان، فأجابني بابتسامة كاملة أن العكس هو الصحيح وأننا في المغرب يجب أن نتعلم النظام. غادرت المقعد ووقفتُ في الممر أنظر إلى الجندي، الذي بدأ يمضغ دون أن يكون في فمه شيء، وقلت في نفسي أنه ستفهمني، رجل جيش ومن المفروض أنه يحب النظام السائد في السياسة والذي يجب أن يسود في حياتنا اليومية، على رأي كبير الرأس هذا الذي يجلس خلفه. أيقظته من النوم وعندما شرحت له أنه احتل مكاني أجابني بسرعة بأن الأرقام غير معمول بها، وقبل أن يعود إلى ليكمل أحلامه أخرجت له تذكرتي، لكنه أخرج هو أيضا وبعينٍ مغمضة وأخرى نصف مفتوحة، تَذْكِرَتهُ الخالية من أي رقم، وقبل أن أقول له بأن عليه أن يبحث عن مقعد بدون رقم اصطدمت بالعلبة الصوتية. بدا لي وكأنني لعبت طرحا ساخنا من الرونضة مع الجندي: ها بونت؛ هاخمسة آرا لهنا. أنا الآن أقف في الممر. لدي تذكرة، لدي أيضا رقم مقعد. نظرت إلى حذاء صديقي من جديد فضحكت عندما تذكرت النكتة التي تقول أن جنرالاً أمريكيا وكز رِجْْل أحد جنوده بفوهة البندقية قائلا “أتشعر بالألم” فأجابه الجندي بصوت عال مع التحية:” لا يا سيدي، لأني أحب الولايات المتحدة الأمريكية”، ووكز جنرال ألماني جنديه قائلا “أتشعر بأية آلام؟” فأجابه الجندي عالياً” لا يا سيدي فحُب ألمانيا يسري في عروقي”، وحينما حاول جنرال مغربي أن يطبق نفس التمرين السيكولوجي على فرقته أجابه أول جندي بأعلى صوت مع تحية بالرِّجل:” لا أمون شاف، لاحقاش تانبغي المغرب.. أوحيث عطيتوني النمرة 42 فالصباط وانا كانلبس غير 38 !!


هشام منصوري
srakzite@gmail.com
12:47 م
الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

قلعة السراغنة

قلعة السراغنة هو أحد الأقاليم المغربية تسنه قبائل الرحامنة العربية. ينتمي الإقليم إلى جهة مراكش - تانسيفت - الحوز ويقع في وسط البلاد، شمالي شرق مراكش. الإقليم يأوي 754.705 ساكنا (2004).
قلعة السراغنة هو أحد الأقاليم المغربية تسنه قبائل الرحامنة العربية. ينتمي الإقليم إلى جهة مراكش - تانسيفت - الحوز ويقع في وسط البلاد، شمالي شرق مراكش. الإقليم يأوي 754.705 ساكنا (2004).
9:16 م
الجمعة، 24 يونيو 2011

قلعةالسراغنة مدينة جميلة و رائعة هذا مقطع فيديو لجولة في المدينة لاتنسونا بتعليقاتكم و اقتراحاتكم و لكم مني جزيل الشكر
10:48 ص