الأحد، 11 ديسمبر 2011

اضواء على نشاة قلعة السراغنة

لا تسعفنا المصادر التاريخية السابقة على القرن 16 في التوصل الى تاريخ تاسيس القلعة
لدالك فالرايان اللدين سنعرضهما في هده الورقة هما مجرد اجتهادين تختلف درجة مصداقيتها حسب المعطيات التي ينطلقان منها
اما الراي الاول فيعتبر القلعة من تاسيس السلطان العلوي المولى اسماعيل في نهاية القرن 17 م و بداية القرن 18 م في اطار سياسته القائمة على بناء مجموعة من القلاع و القصبات لمراقبة القبائل الجبلية و متابعة تحركاتها بهدف منعها من النزول الى السهول
و عليه فان بناء القلعة يندرج في هدا الاطار و يرتبط بهده الفترة التاريخية
و في هدا الصدد يقول J.PEGHRIER ;_ يرجع تاريخ القلعة الى عهد المولى اسماعيل 1672-1727 و يدعم رايه بما تبقى من صور القلعة الراشية التي يعتبيرها النواة الاولى للمدينة .
اما الراي الثاني فيرجع تاسيس القلعة الى زمن اقدم من دالك و بالضبط الى العهد المرابطي .
و في هدا الصدد يقول الاستاد شوقي الحسن ان القلعة بناء مرابطي قديم لاغراض امنية اساسا و عسكرية ..... اضيفت اليها بنايات اخرى ايضا عسكرية و كذا ترميمات خاصة في العهد الاسماعيلي و الى القرن التاسع عشر .
و يعتمد هدا الراي على كون المدينة كانت موجودة ومعروفة باسماء كلها بربرية مثل )كاينو ) و )لكرار) وان تاسيسها من طرف المرابطين كان لحراسة الطريق بين فاس و مراكش و لتعمير البلاد و محاربة بدعة بورغواطة .
و مهما يكن من امر فان الدليل المكتوي يشير الى وجود القلعة اواخر القرن 16 م ايام حكم الدولة السعدية تحت اسم قلعة لكرار .
الشيء الذي يرجح ان يكون تاسيسها سابقا لحكم المولى اسماعيل و حتى بحكم السعديين .
و اذا اخذنا بعين الاعتبار عناية الموحدين بالمنطقة المتمثلة في حفر ساقية اليعقوبية التي تخترق ممر واد كاينو الاستراتيجي الى الجنوب من قلعة لكرار لتنقل المياه المجلوبة من الواد الاخضر الى مدينة صافي الواقعة بوسط سهل البحيرة .لرجحنا الراي القائل بان تاسيس القلعة يبقى سابقا على العهد الاسماعيلي و حتى على العهد السعدي و من الادلة المكتوبة التي تشير الى وجود القلعة في القرن 16 م هناك نصان على قدر كبير من الاهمية.
اما النص الاول فهو المورخ المغربي الفشتالي -المتوفى سنة 1621 ) فيرجع تاريخه الى سنة 1588 م حيث يقول : فاقام )احمد المنصور السعدي ) هناك ) مدنة مراكش ) نصف شهر ; و نحوه فارتحل و عاج على واد السد و تثاقل في الطريق ليقضي وطرا من الصيد ;ولما نزل بساحة قلعة لكرار و تلوم بها اياما وافته البشارة بما سني الله عنده بتيطاون و الفتح و الاستيلاء على المشركين اهل سبتة ),
فقلعة لكرار اذن كان يقصدها ملوك الدولة السعدية وعلى راسهم احمد منصور للراحة و ممارسة الصيد .و بما ان النص لم يشر الى بنائها خلال هذه الفترة فالاحتمال الاقرب الى الصواب انها كانت موجودة قبل وصول السعديين الى الحكم .
اما النص الثاني فتمت كتابته 8 سنوات بعد دالك من طرف مؤرخ برتغالي مجهول و ذالك سنة 1956 م يقول هذا الرحالة البرتغالي : على بعد عشر مراحل من مراكش من جهة الشرق توجد مدينة صغيرة تسمى لكرار  حيث يمتلك ملوك البربر كثيرا من الخيل .
كما ان قواد مراكش يتوفرون في هذه المنطقة على قطع ارضية لانتاج القمح و يخترق وسط هذه المدينة نهر باطني محفور باليد يسمى الجديدة التي تجلب الكثير من ماء واد تساوت .
ويقال انه اثناء فتح اسبانيا قام الملك بحفر هذه الساقية باستعمال الاسرى المسيحيين وعدهم باطلاق سراحهم فور الانتهاء من حفر الساقية .


11:16 م
الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

امرأة من نار //2//


par Ahmed Haida
اخترقت السيارة شوارع المدينة النائمة في اتجاه المجهول ...كان السائق المخمور كتير الكلام لكن روزا لم تك تسمع من كلماته شيئا .كانت ملتصقة كلية بماضيها في هدا المكان...ضحكاتها الطفولية تندفع لتحتل واجهة شاشة ماكان...بالونات بألوان مختلفة ترتفع أمام عينيها ومذاق الشوكولاتة الحلو ينساب عبر لعاب سال على شفتيها ...روزا تتحسر كتيرا من الزمان الدي شاء لها أن تكبر وتكره قدرها الدي شاء لها أن تكون امرأة...تدكرت صديقاتها وغيرتهن الزائدة من جمالها الأخاد...افتر فمها عن بسمة حزينة وهي تمعن في الذي جناه عليها هذا الجمال...بل الدي جنته على نفسها عندما استباحت جسدها الغض لأول ريح عشق جامح لاعب وجنتيها..تدكرت أنها تحمل في بطنها حياة جديدة...هل ستجني على مولود آخر كما جنت عليها أمها...كان طريق االمستقبل يرتسم اسودا امام عينيها... فكرت للحظات في الموت لكنها كانت أضعف من أن تجرؤ على فتح باب االسيارة وإنهاء الحكاية ...استسلمت لضعفها فبكت في صمت ...
عبر مدياع السيارة كان صوت رخيم يغني أغنية حزينة يتبرأ فيها من ايامه التي تمضي متشابهة متمنيا لو أنه عاش حياة غير هكدا حياة...كان السائق المخمور يردد كلمات الأغنية بتأتر شديد و ولأول مرة انتبهت روزا انه رجل أصلع في عقده الرابع تقريبا...روزا أيضا تتمني لو كانت حياتها غير هده .تساءلت في قرارة نفسها عن الدي يكتوي الرجل الاصلع الأربعيني والدي يجعله غير راض عن أيامه.... ربما يحمل وجعا أكبر مما اكتوى به جسدها الصغير ...بقيت تتابع حركاته المختلة باهتمام طفولي ..لاحظ السائق بحسه الدي لا يخيب ابدا أن المرأة الصغيرة التي القي بها الليل في طريقه خرجت عن شرودها وركبت قارب الفضول فافتعل حواراتافها "لم تعجبك الموسيقي؟ هل اغير الشريط؟؟؟ بإشارة برأسها افهمته أنه ليس للأمر داع.أشعل سيجارة وأعطاها إياها لكنها أخبرته انها لاتدخن ولم يسبق لها أن قامت بدلك إطلاقا .جمع دخان سيجارته في صدره تم نفته في وجهها وقهقه قائلا حتى أنا لا أدخن ...أحست روزا بالرعب لكنها تمالكت نفسها عندما ايقنت أن هدا المتصابي المخمور أوهن من أن يؤديها....كان صوت المغني يشدو أن العمر يسير في اتجاه نقطة الانتهاء....السائق المثأتر بكلمات الأغنية يرددها تانية وثالتةوفي الرابعة يمد يده لزجاجة خمر يرشف منها رشفة واحدة تم يمدها في اتجاه امراة الليل لكنها تومئ له أنها لاتحتسي الحميا أيضا يضحك بملء فيه ..يتطاير مافي فمه على وجه روزا...مداقه يختلف كتيرا عن مداق الشوكولاته ...يتوقف السائق ويستبيح لنفسه لحظات ضحك هستيرية لاتعرف روزا لها سببا وكلما حاول الكلام انغمس في موجة ضحك جديدة ....أخيرا وبعد محاولات كتيرة استطاع ان يقول سؤالا مفهوم المعنى ....كان تهكما أكتر من ان يكون تساؤلا ..احست روزا ببعض المهانة ان يسائلها هدا الأصلع المنتفخ هل أخطأت طريقها للمسجد وإن كانت خرجت من بيتها لتصلي الفجر مع الجماعة ...لكنها أدركت أن الموقف يحتاج حكمة لا كرامة في هدا الفضاء الخلاء فبكت .شعر الرجل بغضب شديد وسب قدره الدي ألقاها في طريقه فاعتدرت منه وشرعت تحكي له قصتها مع ابن الجيران ...كان مستمعاجيدايصغي إليها وهو يرشف دخان سيجارته ويطفئ نارها بجرعات خمر ....كانت روزا تبكي اكتر مما كانت تتكلم وكان الرجل يقاطعها أحيانا ليخبرها أن مأساتها مجرد امر تافه لا ينبغي ان يكون نقطة الابتداء والانتهاء ..احست ببعض الأمان فتركته يمسح الدمع من عينيها ...ولم تمانع ان تتم البكاء على صدره رغم رائحته المنفرة وعندما قبل شقتيها فقدت الإحساس بالمكان والزمان وارتمت بين دراعيه جتة بلاروح جسدا بلا شعور عيونا بلامقل
احس الرجل بخطورة الموقف فصار يقلب وجهها يمينا ويسارا ويناديها يأسماء لا يجمعها سوى انها لبنات حواء ...أفرغ بقية الزجاجة على وجههالكنها لم تسترجع وعيها أحضر قنينة ماء لكن بدون جدوي ....حتى مفاتيح السيارة لم تكف لتعود المرأة للحياة هل ماتت ؟هل كان قدره الليلةأن يعيش لحظات العمر الأخيرة في حياة امرأة جميلة كأن الجمال خلق لها ؟هل يتخلي عنها في هدا الفضاءالموحش؟ وهل سيرتاح له جفن إن هو تركها بهدا المكان تنهش جسدها الريان الكلاب الضالةكما الجيف؟الرجل المتمول يستعيد ارتباطه بالواقع ويقرر أنه ليس من المروءة في شيء ان يتخل عن امرأةاستعارت منه اختيار الانفصام عن الواقع المعيش...آمن حقا أنها سترجع للحياةتماما كما يرجع هو بعد كل ليلة مجون...مجرد تبادل للأدوار كأنها لعبة الكراسي المشدودة ...أخيرا يسترجع بسمته ,ينفت دخان سيحارته ...لم يجدما يطفئ به النار المشتعلة في صدره ...أدار محرك مركبته وألقى نظرة على الجسد الجاثي بجانبه وانطلق يردد مع المغني يوم يشبه يوم...حياتي هادي
10:32 ص