رقصة على دماء الشهادة

بواسطة احمد حيدة

بالأمس
زارت ليلى
الأشرفية

لم تعد بريئة
ضاع لمع
عيون الصبية
وحدثتنا
كيف صلبت
قيسا
قطعته أشلاءا
ووضعت على كل
حبة رمل
قطرة من دمه
لتهتد إليه ضباع الصحراء
ليلى العاشقة
حلقت في السماء
طيرا مقاتلا
قصفت دير الزور
دمرت الشهباء
انتقمت من
خيانات قيس القديمة
لم يكن يوما
عاشقها
لم يكن وتد الخيمة
وطوال الفرس
كانت ليلى
بأنياب طويلة
تمتص دم
غزة
تهز بصوتها الجبار
المدى
فينتظم الحرس
تطير تحمل
الموت بين
مضاربنا المفتتة
تشرب دنان
موتنا يباركها
شيوخ القبيلة
يراقصونها
رقصة البجع
وتصر أن يهزوا
أردافهم التقيلة

ليلى
نحن قومك
حين نفنى عن آخرنا
تكونين مسخا
مكتوب عليه أن يتيه في الفيافي
من يراقصك
من يجالسك على ركوة القهوة
من يضع على ظهر بعيره
أسفارك
من يكتب الشعر لعينيك
من ينفخ قرن النفير
سيقولون عنك
ليلى العربية
قتلت قومها
وضاعت في البيداء
وستكون لهم أرضنا
ماؤنا ’ نفطنا الملعون
دمنا
سيكتبون
من أجل هذا النجيع
تكلفت ليلى بوأدنا
وكتبت أن ذنبنا
دمنا
وقالت في قيس
ألف مرتية
سمته شهيدا
وسمت باسمه كتبان الرمل
وأعشاش الحبار
وقيس القتيل
لو تدرين ليلى
ان العيش الكريم
له سقف الحلم
الآن
بعد الموت
لايهم
المسمى والاسم